فضاء حر

العفاف بين” الفضيلة.. والعقاب”

يمنات

م/ يحيى القحطاني

دخل الزوج فوجد زوجته تبكي، فسألها عن السبب، فقالت له أن العصافير، التي فوق شجرة بيتنا، تنظر ليّ حينما أكون بدون حجاب، وهذا قد يكون معصيةً لله، فقبلها الزوج بين عينيها، على عفتها وخوفها من الله، وأحضر فأس وقطع الشجرة..!!

بعد أسبوع عاد من العمل مبكراً، فوجد زوجته التي تخاف على عفتها، من نظرة العصافير، نائمة بأحضان عشيقها، لم يفعل شيئ سوى، أنه اخذ ما يحتاجه، وهرب إلى مدينة بعيدة، وعند وصولة المدينة وجد الناس مجتمعون، قرب قصر الملك، فلما سألهم عن السبب، قالوا خزينة الملك قد سُرقت ..!!

في هذه الأثناء مر رجل يسير، على أطراف أصابعه، فسألهم من هذا الرجل، قالوا هو شيخ المدينة، يمشي على أطراف أصابعه، خوفاً أن يدعس نملة فيعصي الله، فقال لهم الرجل تالله، لقد وجدت السارق، أرسلوني إلى الملك، ولما وقف أمام الملك، قال للملك أن شيخ المدينة، هو من سرق خزينتك، وأنا إن كنت مدعياً أقطع رأسي، فأحضر الجنود الشيخ، وبعد التحقيق اعترف الشيخ بالسرقة..!!

فقال الملك له، كيف عرفت أنه السارق، فقال الرجل : حينما يكون الاحتياط مبالغاً فيه، والكلام عن الفضيلة مبالغاً به، فاعلم انه تغطية لجرم ما، وليس عفافا أو خوفاً من الله تعالى ..!!

هذه القصة شاهدة على واقع الحال، الذي نعايشة في اليمن قديماً وحديثا، فهناك الكثير من عتاة الفاسدين، ممن يتنقلون من منصب إلى آخر، ومن موقع إلى آخر، يتحدثون عن اﻷمانه والشرف، رغم أنهم أس الفساد والفاسدين، من رأسهم إلى أخمص قدميهم، وهم يعرفون ذلك، لكنهم يدلسون علينا، بإسم الشرف والنزاهة، ويقولون بأن البﻻد سوف تخرب، وأن العباد سوف يموتون إن تركوا وظائفهم ومواقعهم لغيرهم ..!!

هؤﻻء المسؤولين الفاشلين، انساهم الطمع والجشع، ما وعدو به الامة، من أنهم سيكونون مدافعين عن الوطن والمواطن، وسوف يكونون مدافعين عن الثورة والجمهورية، وأنهم سوف ينشرون العدل والمساواة، لكنهم أحرموا العباد من ابسط حقوقهم، نسيو الشرف والامانة، نسيو كل ما هوا واجب عليهم، وانشغلو في تهريب أموال الشعب وشراء العقارات في الداخل والخارج، أنهكو الوطن اليمني، في حروب داخلية وخارجية، حصار كامل من البر والبحر والجو، وقطع الرواتب لسنين عديدة، واستنزفو خيراته لصالحهم وصالح أحزابهم وجماعتهم ..!!

ومع ذلك نراء معظم المسؤولين، من وزراء ووكﻻء، ومحافظين، ونواب البرلمان، ورؤساء الجامعات والهيئات، والقادة العسكريين، وخاصة من المتدينين جدا جدا، يصرون على ترك صاﻻت اﻹجتماعات، ليؤدوا الصلاة في اوقاتها، بعد سماع آﻷذان، عمﻻ بالحديث القائل، ﻻ بارك الله بعمل يقطعك عن الصﻻة، و البعض منهم يصرون على، الذهاب إلى الحج والعمرة سنويا، من باب ذر الرماد على العيون ..!!

أيها الشعب اليماني المكافح: إن أي شخص فاسد مخادع يريد أن يبيعنا الشرف بعد أن ارتدى بزة الثعلب، علينا ان ننزع عنه هذه البزه، وأنه ما كان يمكن للفاسدين أن يتاجروا علينا، وينظروا علينا باﻷمانة والشرف، لوﻻ أنهم وجدوا من يستمع ويصفق لهم نفاقا، وهم يعرفون فسادهم ماليا وإداريا واحدا واحدا ..!!

أيها الشعب اليماني المكافح: أنت دون غيرك تعرف الفاسدين وتعرف كيف كانوا قبل تسلمهم الوظيفة العامة، وكيف أصبحوا بعد تسلمها بعام واحد فقط، من أصحاب الفلل ومﻻيين الدولارات، وكلنا نعرف أن ما تركه لهم والدهم إما بيت قديم في المدينة، أوجربه صلب في البﻻد، هؤﻻء المسؤولين الذين بنوا الفلل واشتروا الشقق خارج البﻻد، لم يربحوا في اليانصيب الدولي، ولم يعثروا على كنز من الذهب تحت جدران منازلهم، لذلك أيها اليمانيون ﻻ تدعوا لمثل هؤﻻء أن يتاجروا علينا بالوطنية ويبيعوننا شرفا مزيفا، فالمؤمن ﻻ يلدغ من جحر مرتين، والله من وراء القصد..!!

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى